قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة دمّرت الزراعة بشكل شبه كامل، حيث لم يتبقَ سوى 4.6% فقط من أراضي القطاع صالحة للزراعة، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك البذور والأسمدة.

وأوضح المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للفاو في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد الحكيم الواعر، في تصريحات إعلامية، الأربعاء، أن المنظمة غير قادرة حالياً على إدخال أي إمدادات زراعية إلى غزة، لكنها تواصل البحث عن طرق جديدة لدعم المزارعين، مشدداً على أهمية هذا الدعم لتعزيز الأمن الغذائي في ظل الظروف الكارثية الراهنة.

وبحسب تحليل أجرته المنظمة في مارس/آذار الماضي، تسببت الحرب الإسرائيلية في القضاء على معظم الأراضي الصالحة للزراعة في غزة، ما دفع من تبقى من المزارعين إلى زراعة محاصيلهم في أراضٍ مؤقتة بين الخيام أو فوق أنقاض المنازل المدمّرة.

وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، دعمت "الفاو" نحو 200 مزارع في رفح وخانيونس لتحسين استغلال ما تبقى من الأراضي لزراعة المحاصيل الأساسية.

وأوضح مدير برنامج المنظمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، الدكتور عزام صالح، أن المزارعين المحليين يمتلكون خبرة فريدة وقدرة على التكيّف مع الأوضاع الصعبة، لكن غياب وقف لإطلاق النار واستمرار الحصار يحول دون تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة.

وتغلق قوات الاحتلال منذ 2 مارس/آذار الماضي معابر غزة بشكل محكم أمام المساعدات، مما أدى إلى تكدّس الشاحنات على الحدود، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى 500 شاحنة يوميًا كحد أدنى.

وفي المقابل، تسمح سلطات الاحتلال بدخول أعداد محدودة من الشاحنات، بينما تقوم مع الجيش الأميركي بتنفيذ خطة بديلة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي آلية يرافقها استهداف متكرر للفلسطينيين الذين يصطفون للحصول على المساعدات، ما تسبب حتى الآن في استشهاد 583 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلًا نداءات دولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أعلنت وزارة الصحة في آخر إحصائية لها عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 57,012، والمصابين إلى 134,592، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.